تحيي الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، اليوم الخميس، الذكرى الـ47 ليوم الأرض الخالد، بفعاليات ونشاطات محلية في بلدات مثلث يوم الأرض وزيارة أضرحة الشهداء، ومسيرة مركزية تحت العلم الفلسطيني في مدينة سخنين في الجليل.
وانطلقت صباح اليوم الخميس، مراسم إحياء ذكرى يوم الأرض، من خلال زيارة محلية لوفد عن بلدية سخنين واللجنة الشعبية والحركات السياسية لبيوت عائلات شهداء يوم الأرض.
وتتواصل الفعاليات المحلية في سخنين، بزيارة أضرحة شهداء يوم الأرض، الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد خضر خلايلة والشهيد رجا أبو ريا في سخنين، ومن ثم الانتقال لزيارة ضريح الشهيد خير ياسين في عرابة.
وتستقبل سخنين الوفود من عرابة ودير حنا ومن البلدات العربية لوضع الأكاليل على النصب التذكاري ليوم الأرض، ومن ثم التوجه لعرابة لوضع الأكاليل على ضريح الشهيد خير ياسين.
وقال رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا إن “47 عاما مرت منذ استشهاد شهداء يوم الأرض في محطة فارقة في تاريخ شعبنا الذي سطر فيه تضحيات كبيرة دفاعا عن أرضه وهويته، الشهداء هم منارة نقتدي بها، فهؤلاء من سطر لنا طريق التمسك في الارض والوطن”.
مسيرة مركزية في سخنين
وتنطلق المسيرة الساعة الثالثة من شارع الشهداء لتجوب شوارع البلدة في سخنين وتصل للنصب التذكاري ليوم الأرض الخالد، وتنتهي بكلمات قصيرة حول المناسبة والأوضاع التي تمر بها الجماهير العربية في البلاد.
ودعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية إحياء الذكرى الـ47 ليوم الأرض الخالد، من خلال المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرة يوم الأرض المركزية، تحت العلم الفلسطيني في سخنين، والمشاركة في المسيرات والنشاطات المحلية، لتأكيد التمسك بالأرض والوطن والبقاء.
كما دعت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد إلى أوسع مشاركة جماهيرية وشعبية في فعاليات ونشاطات إحياء الذكرى السنوية ليوم الأرض الخالد.
وتنظم نشاطات شعبية وحوارية على شرف يوم الأرض من قبل مركبات المتابعة واللجان الشعبية، وتخصيص ساعة دراسية تثقيفية حول يوم الأرض، في كل جهاز التعليم العربي لتوعية الطلبة حول هذه المحطة النضالية الهامة.
ويعود تاريخ الحدث المفصل إلى فجر 30 آذار/ مارس 1976، حيث اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي بلدات سخنين وعرابة ودير حنا في الجليل، وأطلقت النار بشكل عشوائي على السكان العرب.
وهدفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إطلاق النار ترويع وردع العرب عن المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الشامل ضد مصادرة الأراضي العربية، الذي أعلنت عنه لجنة الدفاع عن الأراضي، رفضا لمخطط التهويد والاستيطان في الجليل على حساب الوجود الفلسطيني.
وتؤكد الفعاليات الفلسطينية في الداخل أن “يوم الأرض هو محطة مركزية، ونقطة تحول في نضال جماهيرنا العربية، المترسخة في وطنها، لمواجهة كل السياسات العنصرية المستمرة، وسياسات مصادرة الأراضي. وفي هذا اليوم الخالد نستذكر شهداء يوم الأرض، خديجة شواهنة وخضر خلايلة ورجا أبو ريا، وخير ياسين من عرابة، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت زهدي من مخيم نور شمس، واستشهد في مدينة الطيبة”.
وتعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة، تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسميا في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع “تطوير الجليل” والذي كان في جوهره الأساسي هو “تهويد الجليل”، وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد.