شاركت دولة فلسطين في فعاليات مهرجان “عيد الإنسانية السنوي” الذي تنظمه جريدة اللومانيتيه (الإنسانية) الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي، في العاصمة الفرنسية باريس، والذي امتد على مدار ثلاثة أيام وحضره مئات الآلاف من الزوار.
وشاركت دولة فلسطين، بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، في المهرجان من خلال وفد عالي المستوى برئاسة عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني، رئيس حملة لأجل فلسطين أحمد سعيد التميمي، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد أبو هولي، إضافة لممثلين عن الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابارتايد، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إلى جانب سفيرة دولة فلسطين لدى فرنسا هالة أبو حصيرة.
ونظمت سفارة دولة فلسطين لدى فرنسا جناحا احتوى معرض صور تحت عنوان “75 عاما والنكبة مستمرة”، عرضت فيه صور من مقتنيات أرشيف وكالة الغوث “أونروا” والأمم المتحدة بين عامي 1948 و2023.
كما شارك الفنان الفلسطيني محمد سباعنة في جناح دولة فلسطين بمعرض لوحات كاريكاتورية تحت عنوان “لأجل فلسطين”، حاول من خلاله شرح الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وعرض جناح دولة فلسطين عددا من المنتجات التراثية الفلسطينية كالثوب والوشاح الفلسطيني المطرز والأواني الخزفية.
وشكرت السفيرة أبو حصيرة جريدة الإنسانية على دورها في شرح أبعاد القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وموقفها الرافض للاحتلال والاستيطان، ونقل الانتهاكات اليومية بحق الشعب الفلسطيني، كما وجهت تحية إلى المتضامنين مع الشعب الفلسطيني من برلمانيين ومكونات المجتمع المدني والمواطنين الفرنسيين.
بدوره، أكد رئيس المهرجان فابيان غي وقوف الجريدة والحزب الشيوعي إلى جانب فلسطين ونضال شعبها، طالما استمر الاحتلال والابارتهايد الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا أن هذا الموقف هو موقف مبدئي لطالما تمسكت به الجريدة والحزب الشيوعي.
من جانبه، شرح التميمي أهداف حملة “لأجل فلسطين” التي تتلخص بحشد الرأي العام العالمي خلف هدف قيام دولة فلسطين المستقلة، وخلف البرنامج الوطني الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، على طريق حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والمطالبة بوضع حد نهائي لها.
من ناحيته، أكد أبو هولي ضرورة وضع حد لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، من خلال تطبيق القرارات الدولية، خاصة قرار 194 لعام 1948، شاكرا فرنسا على مساهمتها في ميزانية الأونروا.
وشدد أبو هولي على ضرورة الحفاظ على هذه المؤسسة الدولية التي تعتبر شاهداً دولياً على نكبة الشعب الفلسطيني، وعلى ضرورة تمكينها من القيام بدورها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، كما نوه لأهمية علاقات التعاون اللامركزي، خاصة بين البلديات الفرنسية والمخيمات الفلسطينية، مطالبا بضرورة تعزيزها وتعميمها.
وعقد الوفد الفلسطيني، خلال فعاليات المهرجان، عددا من اللقاءات مع رئيسة الكونفدرالية العامة للعمل، وهي أكبر نقابة عمالية في فرنسا، ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي ومسؤولة العلاقات الدولية في حزب الخضر، ومع عدد من رؤساء البلديات ورؤساء وأعضاء جمعيات التضامن مع فلسطين.
كما شارك أعضاء الوفد في عدد من الندوات والمحاضرات التي نظمها جناح فلسطين والأجنحة الأخرى في المهرجان، وكرموا عددا من الشخصيات الفرنسية بينهم برلمانيون ورؤساء بلديات ورؤساء جمعيات، تقديراً لدورهم الكبير في تعزيز العلاقات الفلسطينية الفرنسية، والتزامهم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى حصوله على حقوقه الوطنية في العودة والحرية وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.