قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مساء اليوم الأحد، إن حركته عازمة على تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، وانجاز المصالحة، باعتبار ذلك هدف سامٍ يسعى إليه الجميع.
وأضاف هنية في خطاب له استعرض فيه تطورات ملف المصالحة، إن قيادة حماس تنتظر لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة، وينهي هذا الانقسام.
وأشار إلى أن هناك وساطات من عدة دول منها مصر وقطر وتركيا وروسيا، تدخلت لاستئناف مساع الحوار الوطني، بعد أن تجمد مؤخرًا بسبب خلافات في محطة القاهرة الأخيرة عند نقطة محددة متعلقة بالانتخابات ما بين موضوع التوالي والترابط أو موضوع التزامن.
وقال “تمسكنا حينها، وتمسك العديد من الفصائل بتزامن الانتخابات لحرصنا ورغبتنا على إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني كله على مبدأ الشراكة، سواء كان منظمة التحرير أو مؤسسات السلطة”.
ولفت إلى أن الاتصالات والمحاولات استمرت لاحقًا لتحريك الملف، مشيرًا إلى أنه تم التعاطي بإيجابية مع الوساطات والتحركات وتفهمنا ضرورة استئناف مسيرة الحوار.
وذكر أنه وجه فورًا رسائل إلى مصر وقطر وتركيا وروسيا والرئيس محمود عباس، وأكد خلالها استعداد حماس لاستئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوالي والترابط.
وأشار إلى أنه تلقى رسالة من الرئيس عباس خطية جوابية فيها ترحيب بمضمون رسالتي لسيادته والتزامه بإجراء الانتخابات، وتحقيق مبدأ الشراكة الفلسطينية في بناء المؤسسات الفلسطينية كشعب واحد ووطن واحد وقيادة واحدة وقرار واحد.
وبين أن حماس تريد من الحوار الوطني الفلسطيني، إعادة بناء المرجعيات القيادية الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير، وإنهاء الانقسام متمثلًا بمجلس تشريعي موحد، وحكومة وطنية موحدة، والاتفاق على برنامج وطني سياسي يشكل القاسم المشترك لنعبر فيه هذه المرحلة.
ولفت إلى أن حركته تريد الاتفاق على الاستراتيجية النضالية للمقاومة الشعبية وصولاً إلى انتفاضة شعبية وكل أشكال المقاومة المتاحة للشعب الفلسطيني، والتي نتمسك بها في مواجهة الاحتلال. كما قال.
وجدد هنية التأكيد على تمسك وحرص حماس على إجراء الانتخابات الشاملة، وأنها نرى فيها بأنها أرقى وسيلة تلجأ لها الشعوب لتحدد خياراتها، وتعبر عن إرادتها، وتدير خلافاتها، وتخرج من ذلك بسلام.
وشدد على ضرورة أن تجري الانتخابات في ضمن عملية ديمقراطية وحرة ونزيهة في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس “نؤكد بأننا نرضى بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة”.
وأضاف هنية “مستعدون لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة”، مشيرًا إلى أن هناك استحقاقات ليست سهلة على الصعيد تتمثل في ترتيب البيت الفلسطيني، ومواجهة الاحتلال، وما يتعلق بواقع المنطقة والواقع الإقليمي المتشابك والمعقد.
وتابع “ليس أمامنا من خيار إلا أن ننجز وحدتنا الوطنية الفلسطينية، لأن سر قوتنا في وحدتنا”.
وواصل “حماس انطلقت دائمًا في كل مواقفها وفي كل قراراتها من شعار واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي”، مشيرُا إلى أن المصلحة الوطنية مقدمة على المصالح الخاصة والحزبية والحركية والتنظيمية.
ولفت إلى أن حركته تجري اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل والمجموع الوطني، وهي مثلها مثل فتح وحماس حريصة على الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام، مشيرا إلى أن اللقاءات مع فتح لم تكن على حساب المجموع الوطني كله.
وقال “نتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني”.
وتابع “نحن أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني”.
وواصل “نريد أن ندخل الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل”.